أنواع العلوم
ومن هنا قسم العلماءُ العلومَ إلى ثلاثة أنواع:
1- علم نافع: ينفع الإنسان ويفيد البشرية في دينهم ودنياهم.
2- علم ضار: يضر الإنسان في دينه، أو دنياه.
3- علم لا هو بالنافع ولا هو بالضار: فهو يُعدُّ ضارًا؛ لأنه أضاع الأعمار وبدَّد الأوقات.
العلم النافع
وقد فقه الصحابة رضي الله عنهم هذا الأمر جيدًا، وكانوا حريصين تمام الحرص على قضية العلم النافع، وكيف يُطلب ويُحصَّل.
ففي قصة الدجال -على سبيل المثال- ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة صفاته وعلاماته، وعدَّدها، وكانت كل صفة من صفاته غريبة في حد ذاتها، تسترعي انتباه المتطلعين وتستثيرهم للسؤال عنها، ومعرفتها على وجه الحقيقة واليقين.
إلا أن كل ذلك لم يدفعهم إلى السؤال عن تفاصيل أكثر، ولكن عندما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة مكوثه في الأرض وهي: "أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ ..".
قال الصحابة: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَلِكَ اليومُ الَّذِي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ؟ قَالَ: لاَ، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ" [4] !!
إنها وفقط قضية العلم النافع، يريدون أن يتعلموا ما يعينهم على العمل، ولا يكترثون بالبحث عن قضايا لا ينبني عليها عمل، بل كل اهتمامهم مما ينفع دنياهم وآخرتهم.
لقد زرع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحابته هذا النهج القويم في البحث عن النافع من العلوم، لذلك حين جاءه أعرابي ليسأله: "مَتَى السَّاعَةُ؟" قال له مباشرة: "وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟" [5].
فهو بذلك نقله من طور النظريات، وما لا ينبني عليه كثير عمل، إلى طور العمل، والعمل النافع الذي ينفعه في الآخرة.
هذا هو العلم النافع الذي يؤتي ثمارًا وفيرة في الدنيا والآخرة.
علماء القرن الثالث الهجري، لقد أدرك هذا الفريق العظيم قيمة أن يكون العلم نافعًا، فاستفادوا من علمهم وأفادوا منه المسلمين، بل والبشرية جمعاء.
العلم الذي لا ينبني عليه عمل
أما العلم الذي لا ينبني عليه عمل، فلا منفعة منه، ولا طائل من ورائه، وما هو إلا مضيعة للوقت، ومثال ذلك من يبحث في طول سفينة نوح عليه السلام، أو في نوع الشجرة التي أكل منها آدم عليه السلام، أو المدة التي قضاها قابيل حاملاً هابيل حتى يدفنه .. وغيرها كثير !!
ولو كان العلم بهذه الأشياء فيه منفعة أو فائدة من قريب أو من بعيد، لذكرها لنا الله تعالى، أو قصها علينا رسوله صلى الله عليه وسلم.
العلم الضار
وأما العلم الضار، فقد عدّد ابن رجب طائفة منه، فقال: أصعب ذلك ما أُحدث من الكلام في أفعال الله تعالى من قضائه وقدره؛ فكذب بذلك من كذب، وزعم أنه نزّه الله بذلك عن الظلم !
وأصعب منه ما أُحدث بعد ترجمة فلسفة اليونان، وذلك من الكلام أيضًا في ذات الله وصفاته، مما سكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون.
الجمعة مايو 07, 2021 10:17 pm من طرف Admin
» اشتركت في أرب ايدل قلدت الاجنة..
الإثنين نوفمبر 06, 2017 6:41 am من طرف تاجر السعادة
» المشروب الخاص فلاديمير بوتن رئيس روسيا. ابو رأسين.
الإثنين نوفمبر 06, 2017 6:38 am من طرف تاجر السعادة
» تعرف على لبنان في دقائق..هلا بلخميس
الإثنين نوفمبر 06, 2017 6:34 am من طرف تاجر السعادة
» روعه جدا كيف أجد المرآه المناسبه
الجمعة سبتمبر 29, 2017 4:23 pm من طرف نور
» قصيده هزت كياني بمشاعرها العظيمه
الإثنين سبتمبر 25, 2017 12:31 pm من طرف نور
» أابكتني أ ب يوصي ولده
الإثنين سبتمبر 25, 2017 9:35 am من طرف نور
» أجمل لحظات السعادة في حياة الزوجة العربية المشحرة
السبت سبتمبر 16, 2017 8:17 am من طرف نور
» ااسالك عن اسباب الخصام
الخميس سبتمبر 14, 2017 10:24 am من طرف نور