mahmoud-love

أهلاً وسهلاً منورين ندعوكم يا نورنا تسجلوا عندنا وتشوفوا كل شيء يسركم هذا الموقع وبكل فخر من الرقة السورية درة الفرات العريقة ولا تلفوا وتدوروا هنا كل شي موجود عندنا يرجى من الزوار الكرام اختيار كلمة مرور قوية عند التسجيل كي يصل رابط التفعيل الى ايميلكم ومشكورين

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

mahmoud-love

أهلاً وسهلاً منورين ندعوكم يا نورنا تسجلوا عندنا وتشوفوا كل شيء يسركم هذا الموقع وبكل فخر من الرقة السورية درة الفرات العريقة ولا تلفوا وتدوروا هنا كل شي موجود عندنا يرجى من الزوار الكرام اختيار كلمة مرور قوية عند التسجيل كي يصل رابط التفعيل الى ايميلكم ومشكورين

mahmoud-love

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
mahmoud-love

خدمات ثقافة اسلام برامج اناشيد اغاني صور

اذا أردت ان تعلن هنا يوجد أعلان على شكل شريط متحرك ثمن الإعلان 100 اعتماد لمدة شهر وقريبأ اعلانات على شكل صور ثابتة ومتحركة اما اذا اردتم اإعلاناً على هذا الشريط فضعوا اعلانكم هنا تحت في قسم اعلانك مجانا وليتم وضعه على هذا الشريط وثمنه 250 اعتماد مع تحياتي
أهلاًوسهلاً بكم ...............يرجى من الأعضاء الالتزام فانك يمكن أن تسجل بالمنتدى لكن اذاوجد في أي حال من الأحوال موضوع غريب أو رد غريب غير مفهوم أو مسييء للأدب يحظر العضو فوراً وفهمكم كفاية ....ثم انه يمكن أن تحتاج شبئاً يوماً ما من هذا المنتدى فكن من الملتزمين تنال النقاط وتصبح من المتميزين ..............................بامكانكم في أبة لحظة الضغط على دخول لدخول غرفة الدردشة الخاصة في هذا المنتدى والبدء فوراً بالدردشة وشكراً لالتزامكم .العضو الأكثر مشاركة يوضع اسمه في هذا الشريط ولمدة شهر
الرابط الجديد للموقع لأن mlovee.tk على وشك الانتهاء ولكنه يعمل حاليا
رابطنا الجديد
رابطنا الجديد
http://www.maaha.tk
مع التحية
المديرة وصاحبة منتدى لوف الادمن نور
نورنور
أهلاً وسهلا بكم في محمود لوف أهلاً وسهلا بكم في محمود لوف أهلاً وسهلا بكم في محمود لوف أهلاً وسهلا بكم في محمود لوف
بإمكانكم زيارة موقعنا الفرعي التابع لهذا الموقع بالضغط على هذا الرابط https://sites.google.com/site/ma4moud1ove وهو من إنتاجنا الحصري
إلى جميع الذين يسجلون هنا يجب فحص بريدكم الإلكتروني وصندوق الوارد الخاص بكم فوراً وذلك لتفعيل التسجيل ولإنضمامكم لأحلى رابطة هنا إلى جميع الذين يسجلون هنا يجب فحص بريدكم الإلكتروني وصندوق الوارد الخاص بكم فوراً وذلك لتفعيل التسجيل ولإنضمامكم لأحلى رابطة هنا إلى جميع الذين يسجلون هنا يجب فحص بريدكم الإلكتروني وصندوق الوارد الخاص بكم فوراً وذلك لتفعيل التسجيل ولإنضمامكم لأحلى رابطة هنا إلى جميع الذين يسجلون هنا يجب فحص بريدكم الإلكتروني وصندوق الوارد الخاص بكم فوراً وذلك لتفعيل التسجيل ولإنضمامكم لأحلى رابطة هنا

    |:| قصة الخضر وموسى عليه السلام |:|

    Admin
    Admin
    Admin


    mms : 4
    وسام |:| قصة الخضر وموسى عليه السلام |:| 3011_md_13252721301 عدد المساهمات : 1371
    نقاط : 7352
    تاريخ التسجيل : 18/12/2010
    الموقع : http://www.maaha.tk

    مشكووووووووور |:| قصة الخضر وموسى عليه السلام |:|

    مُساهمة من طرف Admin الأحد مايو 20, 2012 9:21 am


    قال تعالى:
    وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا

    كان لموسى -عليه السلام- هدف من رحلته هذه التي اعتزمها ..
    وأنه كان يقصد من ورائها امرا ..
    فهو يعلن عن تصميمه على بلوغ مجمع البحرين مهما تكن المشقة ..
    ومهما يكن الزمن الذي ينفه في الوصول ..
    فيعبر عن هذا التصميم قائلا (أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا).

    نرى أن القرآن الكريم لا يحدد لنا المكان الذي وقت فيه الحوادث ..
    ولا يحدد لنا التاريخ، كما أنه لم يصرح بالأسماء ..
    ولم يبين ماهية العبد الصالح الذي التقاه موسى ..
    هل هو نبي أو رسول؟ أم عالم؟ أم ولي؟

    اختلف المفسرون في تحديد المكان، فقيل إنه بحر فارس والروم ..
    وقيل بل بحر الأردن أو القلزم، وقيل عند طنجة، وقيل في أفريقيا، وقيل هو بحر الأندلس..
    ولا يقوم الدليل على صحة مكان من هذه الأمكنة ..
    ولو كان تحديد المكان مطلوبا لحدده الله تعالى..
    وإنما أبهم السياق القرآني المكان، كما أبهم تحديد الزمان ..
    كما ضبب أسماء الأشخاص لحكمة عليا.

    إن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب..
    وليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي..
    إنما نحن أمام علم من طبيعة غامضة أشد الغموض..
    علم القدر الأعلى، وذلك علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة..
    مكان اللقاء مجهول كما رأينا.. وزمان اللقاء غير معروف هو الآخر..
    لا نعرف متى تم لقاء موسى بهذا العبد.
    هكذا تمضي القصة بغير أن تحدد لك سطورها مكان وقوع الأحداث، ولا زمانه ..
    يخفي السياق القرآني أيضا اسم أهم أبطالها..
    يشير إليه الحق تبارك وتعالى بقوله:
    (عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا)
    هو عبد أخفى السياق القرآني اسمه..
    هذا العبد هو الذي يبحث عنه موسى ليتعلم منه.

    لقد خص الله تعالى نبيه الكريم موسى -عليه السلام- بأمور كثيرة ..
    فهو كليم الله عز وجل، وأحد أولي العزم من الرسل، وصاحب معجزة العصا واليد ..
    والنبي الذي أنزلت عليه التوراة دون واسطة، وإنما كلمه الله تكليما..
    هذا النبي العظيم يتحول في القصة إلى طالب علم متواضع يحتمل أستاذه ليتعلم..
    ومن يكون معلمه غير هذا العبد الذي يتجاوز السياق القرآني اسمه ..
    وإن حدثتنا السنة المطهرة أنه هو الخضر -عليه السلام ..
    كما حدثتنا أن الفتى هو يوشع بن نون ..
    ويسير موسى مع العبد الذي يتلقى علمه من الله بغير أسباب التلقي الني نعرفها.

    ومع منزلة موسى العظيمة إلا أن الخضر يرفض صحبة موسى..
    يفهمه أنه لن يستطيع معه صبرا.. ثم يوافق على صحبته بشرط..
    ألا يسأله موسى عن شيء حتى يحدثه الخضر عنه.

    والخضر هو الصمت المبهم ذاته، إنه لا يتحدث، وتصرفاته تثير دهشة موسى العميقة..
    إن هناك تصرفات يأتيها الخضر وترتفع أمام عيني موسى ..
    حتى لتصل إلى مرتبة الجرائم والكوارث..
    وهناك تصرفات تبدو لموسى بلا معنى..
    وتثير تصرفات الخضر دهشة موسى ومعارضته..
    ورغم علم موسى ومرتبته، فإنه يجد نفسه في حيرة عميقة من تصرفات هذا العبد ..
    الذي آتاه الله من لدنه علما.

    وقد اختلف العلماء في الخضر: فيهم من يعتبره وليا من أولياء الله، وفيهم من يعتبره نبيا..
    وقد نسجت الأساطير نفسها حول حياته ووجوده ..
    فقيل إنه لا يزال حيا إلى يوم القيامة ..
    وهي قضية لم ترد بها نصوص أو آثار يوثق فيها ..
    فلا نقول فيها إلا أنه مات كما يموت عباد الله..
    وتبقى قضية ولايته، أو نبوته..
    وسنرجئ الحديث في هذه القضية حتى ننظر في قصته كما أوردها القرآن الكريم.

    قام موسى خطيبا في بني إسرائيل، يدعوهم إلى الله ويحدثهم عن الحق ..
    ويبدو أن حديثه جاء جامعا مانعا رائعا..
    بعد أن انتهى من خطابه سأله أحد المستمعين من بني إسرائيل:
    هل على وجه الأرض أحد اعلم منك يا نبي الله؟
    قال موسى مندفعا: لا..
    وساق الله تعالى عتابه لموسى حين لم يرد العلم إليه ..
    فبعث إليه جبريل يسأله: يا موسى ما يدريك أين يضع الله علمه؟
    أدرك موسى أنه تسرع..
    وعاد جبريل، عليه السلام، يقول له: إن لله عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك.

    تاقت نفس موسى الكريمة إلى زيادة العلم ..
    وانعقدت نيته على الرحيل لمصاحبة هذا العبد العالم..
    سأل كيف السبيل إليه.. فأمر أن يرحل، وأن يحمل معه حوتا في مكتل، أي سمكة في سلة..
    وفي هذا المكان الذي ترتد فيه الحياة لهذا الحوت ويتسرب في البحر، سيجد العبد العالم..
    انطلق موسى -طالب العلم- ومعه فتاه..
    وقد حمل الفتى حوتا في سلة.. انطلقا بحثا عن العبد الصالح العالم..
    وليست لديهم أي علامة على المكان الذي يوجد فيه ,,
    إلا معجزة ارتداد الحياة للسمكة القابعة في السلة وتسربها إلى البحر.

    ويظهر عزم موسى -عليه السلام- على العثور على هذا العبد العالم ..
    ولو اضطره الأمر إلى أن يسير أحقابا وأحقابا ..
    قيل أن الحقب عام، وقيل ثمانون عاما..
    على أية حال فهو تعبير عن التصميم، لا عن المدة على وجه التحديد.

    وصل الاثنان إلى صخرة جوار البحر..
    هكذا تمضي القصة بغير أن تحدد لك سطورها مكان وقوع الأحداث، ولا زمانه ..
    يخفي السياق القرآني أيضا اسم أهم أبطالها..
    يشير إليه الحق تبارك وتعالى بقوله:
    (عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا)
    هو عبد أخفى السياق القرآني اسمه..
    هذا العبد هو الذي يبحث عنه موسى ليتعلم منه.

    لقد خص الله تعالى نبيه الكريم موسى -عليه السلام- بأمور كثيرة ..
    فهو كليم الله عز وجل، وأحد أولي العزم من الرسل، وصاحب معجزة العصا واليد ..
    والنبي الذي أنزلت عليه التوراة دون واسطة، وإنما كلمه الله تكليما..
    هذا النبي العظيم يتحول في القصة إلى طالب علم متواضع يحتمل أستاذه ليتعلم..
    ومن يكون معلمه غير هذا العبد الذي يتجاوز السياق القرآني اسمه ..
    وإن حدثتنا السنة المطهرة أنه هو الخضر -عليه السلام ..
    كما حدثتنا أن الفتى هو يوشع بن نون ..
    ويسير موسى مع العبد الذي يتلقى علمه من الله بغير أسباب التلقي الني نعرفها.

    ومع منزلة موسى العظيمة إلا أن الخضر يرفض صحبة موسى..
    يفهمه أنه لن يستطيع معه صبرا.. ثم يوافق على صحبته بشرط..
    ألا يسأله موسى عن شيء حتى يحدثه الخضر عنه.

    والخضر هو الصمت المبهم ذاته، إنه لا يتحدث، وتصرفاته تثير دهشة موسى العميقة..
    إن هناك تصرفات يأتيها الخضر وترتفع أمام عيني موسى ..
    حتى لتصل إلى مرتبة الجرائم والكوارث..
    وهناك تصرفات تبدو لموسى بلا معنى..
    وتثير تصرفات الخضر دهشة موسى ومعارضته..
    ورغم علم موسى ومرتبته، فإنه يجد نفسه في حيرة عميقة من تصرفات هذا العبد ..
    الذي آتاه الله من لدنه علما.

    وقد اختلف العلماء في الخضر: فيهم من يعتبره وليا من أولياء الله، وفيهم من يعتبره نبيا..
    وقد نسجت الأساطير نفسها حول حياته ووجوده ..
    فقيل إنه لا يزال حيا إلى يوم القيامة ..
    وهي قضية لم ترد بها نصوص أو آثار يوثق فيها ..
    فلا نقول فيها إلا أنه مات كما يموت عباد الله..
    وتبقى قضية ولايته، أو نبوته..
    وسنرجئ الحديث في هذه القضية حتى ننظر في قصته كما أوردها القرآن الكريم.

    قام موسى خطيبا في بني إسرائيل، يدعوهم إلى الله ويحدثهم عن الحق ..
    ويبدو أن حديثه جاء جامعا مانعا رائعا..
    بعد أن انتهى من خطابه سأله أحد المستمعين من بني إسرائيل:
    هل على وجه الأرض أحد اعلم منك يا نبي الله؟
    قال موسى مندفعا: لا..
    وساق الله تعالى عتابه لموسى حين لم يرد العلم إليه ..
    فبعث إليه جبريل يسأله: يا موسى ما يدريك أين يضع الله علمه؟
    أدرك موسى أنه تسرع..
    وعاد جبريل، عليه السلام، يقول له: إن لله عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك.

    تاقت نفس موسى الكريمة إلى زيادة العلم ..
    وانعقدت نيته على الرحيل لمصاحبة هذا العبد العالم..
    سأل كيف السبيل إليه.. فأمر أن يرحل، وأن يحمل معه حوتا في مكتل، أي سمكة في سلة..
    وفي هذا المكان الذي ترتد فيه الحياة لهذا الحوت ويتسرب في البحر، سيجد العبد العالم..
    انطلق موسى -طالب العلم- ومعه فتاه..
    وقد حمل الفتى حوتا في سلة.. انطلقا بحثا عن العبد الصالح العالم..
    وليست لديهم أي علامة على المكان الذي يوجد فيه ,,
    إلا معجزة ارتداد الحياة للسمكة القابعة في السلة وتسربها إلى البحر.

    ويظهر عزم موسى -عليه السلام- على العثور على هذا العبد العالم ..
    ولو اضطره الأمر إلى أن يسير أحقابا وأحقابا ..
    قيل أن الحقب عام، وقيل ثمانون عاما..
    على أية حال فهو تعبير عن التصميم، لا عن المدة على وجه التحديد.

    وصل الاثنان إلى صخرة جوار البحر..



    إكرام الزيد




    بدأت حكاية موسى عليه السلام مع الخضر عليهما السلام ، حينما كان عليه الصلاة
    والسلام يخطب يوماً في بني إسرائيل، فقام أحدهم سائلاً: هل على وجه الأرض أعلم
    منك؟ فقال موسى: لا، إتكاءً على ظنه أنه لا أحد أعلم منه، فعتب الله عليه في
    ذلك، لماذا لم يكل العلم إلى الله، وقال له: إنَّ لي عبداً أعلم منك وإنَّه في
    مجمع البحرين، وذكر له أن علامة مكانه هي فقد الحوت، فأخذ حوتاً معه في مِكْتَل
    وسار هو وفتاه يوشع بن نون، وحكت لنا سورة الكهف كيف التقى مع العبد الصالح
    الخضر، إذ بدأت الحكاية في القرآن الكريم بعزم موسى عليه السلام على الرحلة إلى
    مَجْمع البحرين في طلب العلم ، كما قال تعالى :
    " وَإذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا
    أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ البَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً "
    .
    ثم تتابعتْ الأحداث حيث نسيا الحوت وواصلا طريقهما، ثم تنبها لنسيانه فعادا،
    ولقي موسى عليه السلام الخضر عند مجمع البحرين، والخضر (و القول بنبوته قوي )
    عبد صالح وهبه الله نعمة عظيمة من العلم وفضلاً كبيراً: "فوَجَدَا عبْداً مِّنْ
    عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا
    عِلْماً". وتستمر القصة حين يعرض موسى عليه السلام على الخضر مرافقته لطلب
    العلم، والشرط بينهما، وما حصل أثناء هذه الرحلة من أحداث، في تسلسل قرآني
    جميل:
    " قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ
    عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن
    تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ
    خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ
    أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى
    أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)"
    .
    ثم انطلقا، وحصلت المواقف التي لم يصبر موسى عليها، وكان الختام حين افترقا،
    ليقدم المعلم للمتعلم تفسيراً لكل ما حصل، في دروس عظيمة ظلت خالدةً تتلى: "
    قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ
    تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا". ثم بدأ يشرح له: " أمّا السفينة " ! .

    التأملات:

    1.
    العجب بالعلم مكمن الخطر. فعلى الإنسان ألاّ يعجب بعلمه أو بظنّ بنفسه وصول
    المنتهى. ويظهر ذلك في معاتبة الله تعالى لموسى عليه السلام بعد أن سئل عن أعلم
    الناس فنسب ذلك إلى نفسه، وهو درس لمن وراءه، أن لا يرى في نفسه إعجاباً بعلمه
    أو فهمه أو تميزه، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وما أوتي الإنسان من العلم إلا
    قليلاً حتى لو كثر.
    2.
    تُلحظ مسألة حب الاستطلاع واضحة جليّة، وتتمثل في ذهاب موسى عليه السلام
    وتساؤله عن الرجل الأعلم منه، لا لمجرد الرؤية، بل قرن ذلك بنية صحيحة وهي
    التعلم منه.
    3.
    الحرص على التعلم محمدة مهما بلغ شأو الإنسان العلمي وشأنه المعرفي، وهذا هو
    نهج الأنبياء ومن تبعهم من الصالحين والعلماء، فالعلم ميراث النبوة، ورفعة
    الشأن، وصلاح الأسس، حتى لو استغرق الأمر من الإنسان زمناً طويلا يسعى به
    لتحقيق مرامه، ونيل أهدافه. ويظهر ذلك في قوله تعالى: ( أو أمضي حقبا ).
    4.
    يتجلى الأدب الجميل .. أدب المتعلم مع المعلم: ( على أن تعلّمني ). وفيه أيضاً
    فائدة لطيفة، فالمتعلم له أن يبيّن حاله التي سيكون عليها مع معلمه، لينال رضاه
    عليه، وإقباله لتعليمه. ورغم أنّ المتعلم هنا أرفع قدراً بحكم النبوة والرسالة
    ( باعتبار نبوة الخضر عليه السلام ) ، إلا أنه يقدم عرضاً للمعلم كي تطيب نفسه
    بصحبته بشيئين:
    أ.
    (ستجدني إن شاء الله صابراً ).
    أي صبر على التعلم مع تعليقه الصبر بالمشيئة.
    ب.
    ( لا أعصي لك أمراً ).
    وفيه تمام الامتثال والطاعة.
    5.
    على المعلم أن ينصح تلميذه غاية النصح، بتبيين حال العلم حتى لا يُدخله فيما لا
    يطيقه من العلم:
    ( قَالَ إنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ
    صَبْراً)
    . مع تبيين السبب فيما يرده عنه
    أو يمنعه منه. وذلك في تبيين الخضر لموسى عليهما السلام:
    (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ
    تُحِطْ بِهِ خُبْراً)
    .
    6.
    من الأدب التربوي أيضاً ألاّ يتعجل التلميذ بسؤال معلمه حتى ينهي حديثه، فربما
    عرض الجواب في ثنايا الحديث، وذلك يؤخذ من قوله:
    (فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى
    أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً )

    7.
    يُتعلم من القصة المبادرة إلى الإنكار في حال وقوع المنكر، فرغم أنّ موسى عليه
    السلام قد شرط للخضر ألاّ يسأله، إلا أنه أنكر عليه ما رأى ظاهره المنكر، وقد
    أنكر ناسياً الشرط في البداية حين خرق السفينة، إلا أنه لم يكن قد نسيه حين قتل
    الغلام، لكون المنكر عظيماً في نظره.
    (أخرقتها لتغرق أهلها)
    ،
    ( لقد قتَلتَ نفساً زكيّةً بغيرٍ نَفس).
    8.
    للمعلم العتاب حين يخطئ تلميذه أو يجاوز:
    (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إنَّكَ لن تستطيعَ
    معيَ صبراً)
    . وعلى المتعلم الاعتذار:
    (قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ
    وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً)
    .
    9.
    يجوز إتلاف بعض الشيء لإصلاح باقيه، أليست قاعدة عظيمة من قوله تعالى:
    (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا).
    10.
    صلاح الأب ممتد الأثر ودائم النفع، إذ في الآية دعوة لأن يبدأ الآباء بتربية
    أنفسهم قبل تربية أبناءهم، فستكون الثمار يانعة وباقية.
    (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً).
    حتى قال بعض المفسرين أنه الأب السابع للغلامين.

    --------------

    حاشية:
    بعد فراغي من كتابة هذه التأملات، وجدتُ
    أني قد وافقتُ الشيخ السعدي رحمه الله في بعض الفوائد الجليلة التي علق بها على
    هذه القصة؛ فالحمد لله كثيراً أن توافقت الخواطر ووقع الحافر على الحافر.










    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه
    ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنـا ومن سيـئات أعمالنا، من يهد الله فلا
    مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريـك له
    ولا مثيـل ولا ضدّ ولا ندّ له، جلّ ربي لا يُشبه شيئًا ولا يشبهه شىء، ولا
    يحلّ في شىء ولا ينحلّ منه شيئ، ليس كمثله شىء وهو السميع البصير. وأشهد
    أنَّ سيّدنا وحبيبنا وقرّة أعيننا محمّدًا عبده ورسوله وصفيّه وحبيبه صلّى
    الله وسلّم عليه وعلى كل رسول أرسله.


    أما بعد عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليِّ القدير القائل في
    محكم كتابه المعجزة الكريم: {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا
    آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ


    عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ
    أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً قَالَ إِنَّكَ
    لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً} ( سورة الكهف ءاية 65 – 66 – 67).


    موسى عليه السلام لَما التقى بسيدنا الخضر عليه السلام الذي هو نبي من
    انبياء الله كذلك لكن سيدنا موسى أفضل منه، قـال له: هل تأذن أيها العبد
    الصالح أن تفيض عليّ بعلمك على أن أتبعك وألتزم أمرك ونهيك؟ وكان الخضر
    عليه السلام قد أُلْهِم أنّ موسى لا يصبر على السكوت إذا رأى ما يكره، فقال
    الخضر لموسى: إنك لن تستطيع معي صبرًا، ولو أنك صحبتني سترى ظواهر عجيبة
    وأمورًا غريبة . فقال موسى وكان حريصًا على العلم توّاقًا إلى المعرفة:
    {سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً }
    (الكهف/69).


    فقال الخضر: "إن صحبتني ءاخذ عليك عهدًا وشرطًا أن لا تسألني عن شىء حتى
    ينقضي الشرط وتنتهي الرحلة وإني بعدها سأبيّن لك ما قد تتساءل عنه وأشفي ما
    بصدرك.


    يقول ربّ العزّة في محكم التنْزيل: {فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا } الآية. (سورة الكهف/71).


    بينما هما في السفينة فوجىء موسى بأنّ الخضر أخذ لوحين من حشب السفينة
    فخلعهما، فقال موسى ما أخبر ربنا عنه في القرءان: {قَالَ
    أَخَرَقْتَهَالِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً قَالَ
    أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً} (الكهف/71 - 72).


    ثم ذكّره الخضر بالشرط والعهد فتذكّر موسى وقال: لا تؤاخذني. وبينما هما
    على السفينة إذ جاء عصفور فوقع على حرفها فغمس منقاره في البحر، فقال الخضر
    لموسى: "ما علمي وعلمك في جنب علم الله إلا كما نقر هذا العصفور من
    البحر".


    معناه لا نعلم من معلومات الله إلا القدر الذي أعطانا، والقدر الذي أعطانا
    بالنسبة لِما لم يُعطنا كما أصاب منقار العصفور في الماء حين غمسه في
    البحر. ولَمّا مرت السفينة بعد حين بدون أن يغرق أحد، مرّر الخضر عليه
    السلام يده على مكان اللوحين المكسورين فعادا كما كانا بإذن الله.


    ولما غادرا السفينة تابعا المسير فوجدا غِلمانًا وفتيانًا يلعبون فأخذ
    الخضر واحدًا منهم كان كافرًا لصًا قاطعًا للطريق وكان يُفسد ويقسم لأبويه
    أنه ما فعل فأخذه الخضر إلى بعيد أضجعه وقتله كما أخبر الله عزّ وجلّ في
    سورة الكهف:{فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ
    أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً
    نُّكْراً} (الكهف ءاية74) {قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن
    تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً} (الكهف/75).


    أكمل موسى والخضر عليهما السلام طريقهما وانطلقا حتى أتيا قريةً وكان أهلها
    بخلاء لئامًا، فطافا في المجالس وطلبا طعامًا فلم يقدّم أهل القرية لهما
    شيئًا وردّوهما ردا غير جميل فخرجا جائعين وقبل أن يجاوزا القرية وجدا
    جدارًا يتداعى للسقوط ويكاد ينهار فرفعه الخضر بمعجزةٍ له بيده ومسحه
    فاستقام واقفًا فاستغرب موسى وقال عَجَبًا أتجازي هؤلاء القوم الذين أساءوا
    اللقاء بهذا الإحسان لو شئت لأخذت على فِعْلِك هذا أجرًا منهم نسدّ به
    حاجتنا. فقال الخضر وقد تيقّن أنّ موسى عليه السلام لن يستطيع بعد الآن
    صبرًا: هذا فِراق بيني وبينك.


    قال الخضر لموسى بِما أخبر الله تعالى به في القرءان العظيم: {قَالَ هَذَا
    فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع
    عَّلَيْهِ صَبْراً} (الكهف/78).


    أما السفينة التي خرقها فكانت لمساكين يعملون في البحر فيصيبون منها رزقًا،
    وكان عليهم ملك فاجر يأخذ كل سفينة صحيحة تمرّ في بحره غصبًا ويترك التي
    فيها خلل وأعطال. فأظهر الخضر فيها عيبًا حتى إذا جاء خدام الملك تركوها
    للعيب الذي فيها، ثم أصلحها وبقيت لهم.


    وأما الغلام الذي قتله الخضر كان كافرًا وأبواه مؤمنين وكانا يعطفان عليه،
    قال الخضر كرهت أن يحملهما حبّه على أي يتابعاه على كفره فأمرني الله أن
    أقتله باعتبار ما سيئول أمره إليه إذ لو عاش لأتعب والديه بكفره ولله أن
    يحكم في خلقه بما يشاء.


    وأما الأمر الثالث وهو الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وتحت الجدار
    كنْزٌ لهما ولَمّا كان الجدار مشرفًا على السقوط ولو سقط لضاع ذلك الكنْز
    أراد الله إبقاءه على اليتيمين رعاية لحقّهما.


    ثم قال الخضر ما أخبر الله به في سورة الكهف: {وَمَا فَعَلْتُهُ


    عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً } (الكهف/82).


    اللهمّ انفعنا بالأنبياء والأولياء والصالحين يا ربّ العالمين.


    هذا وأستغفر الله لي ولكم

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 18, 2024 9:36 pm